كلمة الرئيس اسياس افورقي بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للاستقلال

[ad_1]

المحترمون والمحترمات

الحضور الكريم

إسمحوا لي أن أتقدم بالتهاني إلى الشعب الإرتري في الداخل والخارج؛ وجميع أصدقائه؛ والى شعوب العالم الحرة .

وإسمحوا لي أيضاً أن أعرب عن امتناني لجميع أولئك الذين ساهموا في إضفاء روعة إضافية على هذا اليوم البالغ الأهمية – الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لاستقلالنا – من خلال مختلف البرامج الملهمة.

نحن نقوم دائمًا، في مناسباتالاحتفالات السنوية بيوم الاستقلال، بتقييم العملية الديناميكية لبناء إريتريا المستقلة ذات السيادة؛ والتقدم المحرز على خلفية مهمتنا الواضحة؛ وهي مناسبة نستغلها لتقييم التطورات والاتجاهات العالمية والإقليمية المتغيرة. وفي هذا الصدد، فإن ملاحظاتنا الموثقة هي نقاطنا المرجعية لفك وفهم الأيديولوجيات والسياسات التي تم إتباعها في السنوات الثلاث والثلاثين الماضية لفرض “نظام عالمي جديد” بعد نهاية الحرب الباردة. وفي السنوات القليلة الماضية على وجه الخصوص، ومع تزايد فشل مكائد فرض نظام عالمي أحادي القطب بسبب مقاومة شعوب العالم الحرة، فقد حددنا الملامح المرئية للتطلعات الهادفة إلى نظام عالمي جديد يمثل مصالح الغالبية العظمى من شعوب العالم. إن التحليل الاستكشافي الذي تم التصريح به خلال احتفالاتنا بالذكرى السنوية للاستقلال في 2021 و2022 و2023، كان مدفوعًا بضرورية الفهم، بالعمق المطلوب، لما يمكن تسميته “المرحلة الانتقالية” بكل سماتها المتغيرة؛ وخاصة أيديولوجية “الهيمنة والاحتكار” واستراتيجيات وخطط وتكتيكات النخبة المؤيدة لها. وفي هذا الصدد ما هو الواقع والاتجاه الآن؟ في عام 2024؟

لقد أصبحت الحرب التي أُعلنت قبل 30 عاماً بهدف “احتواء” روسيا في المقام الأول موضوعاً يومياً اليوم، مصحوبة بدعاية مكثفة. إن الحيل الجارية لتصوير منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي شبه البائدة على أنها أكثر قوة من أي وقت مضى هي شفافة للغاية ولا يمكنها في الواقع إخفاء المستنقع الذي يلوح في الأفق. ومن الواضح بشكل جليفأن مليارات الدولارات التي تنفق يوميا في هذه الحرب العقيمة سوف ترتفع إلى تريليونات الدولارات في الفترة المقبلة. ومع اتساع نطاق الدمار بمرور الوقت، فإن الوضع الخطير الذي سيترتب على ذلك على المستوى العالمي سيكون هائلاً بكل المقاييس. علاوة على ذلك، وبما إن نخب الأيديولوجية البائدة أصبحت أكثر يأسا وإحباطاً، فمن الصعب التنبؤ بالخيارات السياسية المتهورة التي قد يفكرون فيها.

إن مايدعو للقلق أكثر من محاولات إحتواء روسيا هي تلك الجارية لاحتواء الصين. إن الحرب المعلنة، حتى لو تم تغليفها بلغة معتدلة ومجاملات دبلوماسية ، فإنها تتعارض بشكل صارخ مع الحقائق على الأرض والتوترات التي ستترتب عليها. لن يتم تخفيف التوتر الذي يلوح في الأفق أو تجنبه لأن نخب “الهيمنة والاحتكار” و بسبب طبيعتها الفطرية وميولها،غير قادرة على استيعاب  النمو الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري للصين، أو علاقاتها الدولية المتوسعة. ، لأنهم وفي المقام الأول من الأهمية،لن ينبذوا أجنداتهم القائمة على الهيمنة والاحتكار، ومكائدهم لاحتواء الصين في آسيا من خلال شبكة من التحالفات ــ باستخدام “تايوان وهونج كونج”  و”بحر الصين الجنوبي” كذرائع على نطاق ضيق وتحييد الصين في أسيا على نطاق اوسع كقضية أوسع واشمل،أصبحت جلية بشكل واضح. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن مصدر قلقهم الأعظم ينبع من النمو الاقتصادي والتكنولوجي في الصين. إن الحواجز والعقوبات التي ينشرونها لعرقلة نمو هذه القدرات هي “قمة جبل الجليد”. إن الأزمة العالمية التي يمكن أن تثيرها هذه العقلية الخطيرة ليست صغيرة. ويجب علينا أيضًا أن نضع في اعتبارنا أن ما يقرب من ربع ديون الولايات المتحدة التي تزيد على 30 تريليون دولار مستحقة للصين.

 

ومن القضايا المهمة الأخرى التي ينظر إليها بإرتباطها بالتطورات العالمية الأخرى هي أفريقيا والوضع العام في القارة. ففي نظر نخبة “الهيمنة والاحتكار”، كانت أفريقيا، ولا تزال، بمثابة حكراً حصرياً لهم. حيث تتمتع القارة بحوالي 60% من الموارد الطبيعية العالمية؛ وعدد سكاني سريع النمو يصل إلى 1.2 مليار نسمة. وعلى الرغم من هذه الموارد، فإن فرص التنمية فيها لم يتم قمعها في الماضي بسبب العبودية والاستعمار فحسب، بل ظل نموها مخنوقا في عصر التصنيع هذا. ومن ثم تظل قارة مهمشة محكوم عليها باقتصاد الكفاف وتصدير المواد الخام. ومن ناحية أخرى، فإن صوت الشعوب الأفريقية الذي يدعو إلى “وضع حد” للعبودية والاستعمار والاستغلال غير العادل تزايد في السنوات القليلة الماضية. ولا تقتصر المقاومة المتزايدة على رفض عمليات السطو ونهب موارد القارة. وإنما ايضاً تكافح الأجندات العرقية والعشائرية المستقطبة التي تهدف إلى إحداث الفوضى في صفوفها، فضلاً عن الأنظمة الفاسدة والبديلة. كما أن إرتقاء الوعي وتعزيز التحدي من أجل بناء الأمة وتزايده للحفاظ على الاستقلال السياسي والسيادة،آخذ في البروزجنبا إلى جنب مع المبادرات المصاحبة لتحقيق هذه الغاية. كما أن التطلعات إلى نظام عالمي جديد وعادل آخذة في الارتفاع. ويصدق هذا أيضًا على آسيا وأمريكا اللاتينية، وكذلك على شعوب أوروبا والأمريكتين. هذه ظواهر واسعة النطاق ينبغي تحليلها بشكل صحيح (وسوف تحتاج إلى دراسة أكثر عمقا في مناسبة أخرى).

وماذا عن التطورات التي تتكشف في منطقتنا والتي لها تأثير أوثق علينا؟ جوارنا الذي يضم حوض النيل والقرن الأفريقي والبحر الأحمر والخليج.

 

إن النضال التحرري للشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال هو قضية مركزية برزت إلى الواجهة في الأشهر السبعة الماضية. وحتى لو لم نتمكن من العودة إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، فمنذ أوسلو (1993) وما بعد، فإن نخب “الهيمنة والاحتكار” وتحت مسمى “حل الدولتين” عملت للإستغفال والمماطلة واستغلت نقاط الضعف في القيادة والانقسامات التنظيمية لخلق “أمر واقع” جديد على الأرض. ويتضمن المخطط أو اللعبة النهائية تملق الدول العربية نحو “التطبيع” مع خنق قضية تحرير واستقلال الشعب الفلسطيني وطمسها في نهاية المطاف. لكن النضال العادل للشعب الفلسطيني لم يتعرض للوهن أو الهزيمة، بل إن ثباته حظي بإشادة دولية ودعم شعبي واسع النطاق. ونتيجة لذلك، فإنه يحتل مكانة مركزية في هذا الوقت. وبنفس القدر من المقاومة، انكشفت بشكل جلي العلامات القمعية والمزدوجة والمخادعة لـ “مدرسة” “الهيمنة والاحتكار”.

 

التطور الآخر في جوارنا والذي ينبغي تقييمه جنبًا إلى جنب مع النضال التحرري للشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال هو التصريحات ومواقف التضامن التي تستشهد بها شعوب هذا الجوار في بلدانها،مما خلق حالة من التوتر في البحر الأحمر؛ وخاصة في خليج عدن وباب المندب. حيث أن التدخلات غير المشروعة والتدافع البحري من قبل بعض قوى “الهيمنة والاحتكار”، بحجة “حماية الطرق البحرية الدولية”؛ وتداعياته الخطيرة تشكل اتجاهاً حاسماً آخر يستحق التقييم المناسب.

 

السيدات والسادة،

إن التطورات والاتجاهات الحالية لدى جيراننا والتي لها تأثير وتأثير أوثق بكثير – بشكل مباشر وغير مباشر – على وضعنا الداخلي عديدة بالفعل. التعقيدات والدمار الذي أحدثته أجندات التحريض على الفرقة؛ وخلق الأزمات وإدارتها؛ وحتى إثارة الغزو والحرب، التي اختلقتها ونفذتها نخب “الهيمنة والاحتكار”، خاصة في الأعوام الثلاثة والثلاثين الأخيرة من استقلالنا، كانت هائلة. وبما أن فشل أعمالهم العدائية التي لا تعد ولا تحصى قد ولّد قدراً أكبر من الإحباط في معسكر “الهيمنة والاحتكار”. وبناءً على ذلك، فإن إنهماكهم هذه الأيام في مخططات إشعال دورة أخرى من الحرب ليس بسر خفي. (وسوف يتم توضيحه في الوقت المناسب). وفي هذه المرحلة، فإن الرسالة البسيطة هي، انه بفضل الشعب الإرتري الذي ناضل وضحى خلال الـ50 عاما الماضية من أجل حريته وإستقلاله وحافظ على حريته وإستقلاله بصمود بطولي لا مثيل له مع تواجد ابطال قوات الدفاع الإرترية، الدرع الحامي في مقدمة الجبهات، فما على الشعب الإرتري إلا الإطمئنان.

المحترمون والمحترمات،

وبما أن استعدادنا الأمني ​​لجميع الأعمال العدائية المحتملة لا يزال على حاله، فإن أولوية أولوياتنا، هي وستظل، بناء الدولة المستقلة. ومن ثم، فإننا سنواصل الكدح من خلال توسيع برامجنا التنموية؛ وتعزيز تنفيذها الفعال؛ التحسين المستمر للخطط المرسومة؛ تعبئة الموارد اللازمة؛ وإجراء التعديلات والتضحيات المطلوبة، ومن خلال تعزيز قدراتنا وأطرنا المؤسسية. كما نعرب عن تقديرنا العميق لمواطنينا في الخارج على الروح الوطنية التي أظهروها في مختلف الأوقات العصيبة وكذلك في العام الماضي ونحثهم على مواصلة ذلك.

وإلى جانب حماية استقلالنا وسيادتنا، سنواصل العمل الجاد دون تهاون، لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون والتكامل مع جيراننا القريبين والمنطقة الأوسع، وكذلك شعوب العالم الحرة ذات التفكير المماثل.

ضمان السلام بالتصدي !

أطيب التمنيات بموسم أمطار جيد مع تصدي شعبي!

المجد لشهدائنا الأبطال!

النصر للجماهير!

24 مايو 2024

[ad_2]

Source link

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *